issn 1823-7126 / e-issn 0127-8002 bil 9, isu ii: 2016...

JURNAL PENGAJIAN ISLAM Fakulti Pengajian Peradaban Islam

ISSN 1823-7126 / e-ISSN 0127-8002 BIL 9, ISU II: 2016

121

وحلها يف ضوء مقاصد الشريعةمشكلة العنف األسري

Ahmad Bin Muhammad Husni Anwar Fakhri Omar

Muhammad Nazir Alias Maad Bin Ahmad

Muhammad Yosef Niteh

لخصامل

انتشرت املشكالت األسرية املعاصرة اليت أدت إىل وقوع الطالق واالنفكاك األسري يف ا�تمع ؛ فالدراسة

جتماعية مرتتبة على خروج الزوجة إىل العمل مما أدى إىل إمهاهلا بعض احلقوق تدور حول ظهور مشكالت ا

والواجبات املرتتبة عليها. وكذلك تزايدت حاالت العنف األسري �ستخدام أسلوب الضرب والشتم بشىت

ظ كيا�ا فصوره. فإن الدراسة تكمن يف بناء األسرة السعيدة وهي النواة األوىل يف بناء ا�تمع, فالبد من ح

وأركا�ا, تربز دورمقاصد الشريعة يف حل املشكالت األسرية املعاصرة، فاستهدفت الدراسة إىل إبراز احلقوق

والواجبات بني الزوجني وفق الشريعة اإلسالمية, والتعرف على األسباب والدوافع اليت أدت إىل وجود تلك

ي وذلك فاعتمدت على املنهج االستقرائي والتحليلاملشكالت, وكيفية معاجلتها من منظور مقاصد الشريعة.

�ستقراء املذاهب الفقهية، وعرض أقوال الفقهاء من خالل بيان أدلتهم، ومواطن االتفاق واالختالف مث

حتليل النصوص واملسائل على ضوء مقاصد الشريعة. وهذا وقد توصلنا إىل نتائج تتمثل يف أن السبب الرئيسي

ية هو عدم إملام الزوجني �حلقوق والواجبات الشرعية وااللتزام �ا. لوجود املشكالت األسر

العنف األسري، مقاصد الشريعة، فقه األسرة. مفتاح الكلمة:



122

PROBLEM OF DOMESTIC VIOLENCE AND ITS SOLUTIONS IN THE LIGHT OF MAQASID SHARIAH

Abstract

The spread of family problems in the contemporary period leads to divorce and family disengagement in society; the study revolves around the emergence of social problems resulting from wife’s work outside home which makes her neglects her certain rights and obligations. Moreover, cases of domestic violence have increased such as beating and verbal abuse in all its forms. Accordingly, the study lies in building a happy family which is the first nucleus of society whose integrity and corners must be protected, and also highlights the role of maqasid shariah in solving problems of modern family; thus, the study aims at highlighting the rights and obligations between spouses in accordance with Islamic law, and to identify the reasons and motivations that lead to the existence of these problems and how to solve them from the maqasid shariah perspective. The study adopted the inductive and analytical approach and looked into schools of Islamic jurisprudence, and discussed the views of the jurists through explaining their authorities in the issue, and discussed the points of agreement and disagreement, and then analyzed the texts and issues in the light of maqasid shariah. The result shows that the main reason for having family problems is the lack of knowledge of the spouses with rights and obligations and abiding by them. Keywords: Domestic violence, maqasid shariah, family law.

ISU KEGANASAN RUMAHTANGGA DAN PENYELESAIANNYA MENURUT MAQASID SYARIAH

Abstrak

Mutakhir ini banyak berlaku permasalahan kekeluargaan yang menyebabkan berlaku talak dan keruntuhan rumahtangga dalam masyarakat. Kajian ini berpaksikan sekitar kelahiran pelbagai permasalahan sosial hasil daripada keluarnya isteri bekerja yang menyebabkan berlaku kecuaian terhadap beberapa hak dan kewajipan, sebagaimana ia juga menyebabkan peningkatan kes-kes keganasan rumah tangga, sama ada melalui pukulan dan cercaan dalam pelbagai bentuknya. Kepentingan kajian ini adalah pada pembinaan keluarga bahagia yang merupakan benih pertama bagi pembinaan masyarakat yang mesti dijaga kewujudannya dan elemen-elemen pentingnya, sebagaimana kajian ini turut menampilkan peranan Maqasid Syariah dalam menyelesaikan isu-isu kekeluargaan semasa. Kajian ini bertujuan untuk menampilkan hak dan kewajipan suami dan isteri berdasarkan tuntutan syariat Islam, di samping mengenalpasti sebab dan faktor yang mewujudkan permasalahan tersebut serta bagaimana menanganinya menurut sudut pandang Maqasid Syariah. Kajian ini menggunakan metode induktif dan analisis melalui pembentangan menyeluruh pandangan mazhab melalui pendapat fuqaha serta penjelasan dalil-dalil yang menjadi sandaran mereka dalam sesuatu permasalahan, dan penerangan sudut-sudut persepakatan dan perselisihan dalam sesuatu permasalahan, kemudian permasalahan tersebut dianalisis berdasarkan maqasid Syariah. Kajian ini mendapati bahawa faktor utama kewujudan permasalahan kekeluargaan adalah kerana suami dan isteri tidak mempunyai pengetahuan yang menyeluruh terhadap hak dan



123

kewajipan yang ditentukan oleh syarak serta mereka tidak memberikan komitmen terhadapnya. Kata kunci: keganasan rumahtangga, maqasid syariah, undang-undang keluarga.

متهيد

يف ا�تمعات البشرية القدمية، إال أن احلديث عنه مل يكن إن العنف األسري وإن كان معروفا

د�ذه القوة كما هو اليوم. و يرجع ذلك لعوامل عديدة منها:عوملة قضية العنف وحماولة إجيا

حلول عاملية هلا، حىت ولو كانت هذه احللول ال تتناسب مع عقائد بعض الشعوب، مثل قضية

وما إىل ذلك من قضا� حياول البعض إ�رة ,املتكرر، وتعدد الزوجات واإلجنابضرب الزوجة،

الشبهات حوهلا يف سبيل املطالبة برفض االحتكام إىل الشرع واستبدال أحكامه بقوانني

ذلك قضا� مبا يف ,قيام مجعيات ومؤسسات نسائية عاملية تطالب حبقوق املرأة ضا وضعية.وأي

العنف ضدها يف األسرة وا�تمع. وتعمد بعض هذه اجلمعيات النسائية إىل التشكيك بصالحية

الشريعة اإلسالمية وتطالب بضرورة تعديل بعض األحكام الشرعية اليت تشجع على العنف

لط عالمي الذي يركز على هذا العنف ويسإلواالنفتاح ا اإلعالمر وسائل انتشا بنظرهم. ومن مث

علماء ذلك تقصري اجلهات اإلسالمية،, وكالضوء على بعض حاالته اليت تظهر من حني آلخر

ومؤسسات ثقافية وتربوية، يف إظهار حقيقة الشريعة اإلسالمية ومقاصدها يف نظر�ا إىل أسس

سالمية وتغلب التقاليد واألعراف السائدة على القيم اإل أفرادها,ون بني قيام األسرة املسلمة والتعا

و أ احلقيقية يف أكثر ا�تمعات اإلسالمية، مع انتشار مفاهيم خاطئة تنسب إىل اإلسالم خطأ

متعلقة مبقاصد الشريعة اإلسالمية ضد عمدا أو جهال. وسوف يتناول هذا الباب عدة مسائل

الزوج جتاه الزوجة ومن قبل الزوجة جتاه الزوج والعنف جتاه األوالد وكبار العنف الصادر من قبل

السن واخلدم.



124

مفهوم العنف لغة واصطالحا وأسبابه وأنواعه

شرع شيء غري حممود ومما ال حيث الشرع إليه، ألن ال علىالعنف يف اللغة العربية كلمة تطلق

لشدة ى عكس ذلك، وقد جاء معىن العنف مبعىن اإىل اللطف والتيسري واللني والعنف عل يدعو

وعدم الرفق."عنف، ينعف، عنفا فهو عنيف، إذامل يرفق يف أمره، ويقال: اعنفت الشيء إذا

). ٢٨٦، ص١٩٩٩الرازي، " (أكرهته ووجدت له عنفا عليك ومشقة والتشديد يف اللوم

إن هذا يوافق عليه، أو ال يقدر عليه، ف ويفهم من هذا التعريف، إذا أمر فالن فال� آخر مبا ال

سدية وأن من معاين العنف ممارسة القوة اجل. يعترب نوعا من أنواع العنف املمنوع منه يف الشرع

� من خالل ممارسة القوة اجلسدية د�لغري, وقد يكون شكل هذا الضرر ما بغرض اإلضرار

من خالل تعمد اإلهانة. معنو� �لضرب أو

نف يف االصطالحتعريف الع

ال فرد أو مجاعة على القيام بعمل أو أعم إلجبارري صارم عن القوة اليت متارس بتع :العنف"

جمددة يريدها فرد أو مجاعة أخرى، ويعرب العنف عن القوة الظاهرة حني تتخذ أسلو� فيزيقيا

، عاطف حممد،( "االجتماعي(الضرب، أو احلبس، أو اإلعدام)، أو �خذ صورة الضغط

بني التعريف اللغوي متينةيالحظ يف هذا التعريف، عالقة ). و ١٩٢م، ص١٩٩٠

يفهم من هذا التعريف، أن العنف يعترب من تعامل شديد وإجبار شخص أو و واالصطالحي،

أشخاص على ما ال طاقة �م به من تنفيذه، كما يفهم من التعريف أن العنف قد يكون بضرب

يعد من أنواع العنف. ويتخرج من خالل هذا التعريف، على أن أو سجن أو قتل، وكل هذا

أي رجل أجرب أو أقهر أسرته مبا ال يطيقونه فإنه عندئذ يعترب من العنيف، وتقاس املرأة على

يعامالن أو الزوجانعلى زوجها مبا ال يطيق به فإ�ا تعد من مجلة العنف، ضغطتالرجل إذا

ه، فإ�ما عند ذلك يعدان من العنيفني.أوالدمها بشدة ومبا اليطيقون



125

أسباب العنف األسري

لزوجية الفات ااخلمن أهم األسباب اليت تؤدي إىل العنف هي التنشئة االجتماعية، كوجود

املستمرة وعدم احرتام اآلخر، أو تسلط أحد الوالدين على اآلخر أو على أزواج، أو تسلط أحد

ا أن عدم تلبية احلاجات األساسية للمرأة قد تؤدي إىل اإلخوة األكرب على األخ األصغر، كم

نفسية وعاطفية كعدم إبراز العاطفة واحلنان للمرأة، إجياد سلوك عنيف أو عدواين عند الزوج

, وإما هي العنف األسري ليست وليدةو اإلهانة.و التهديدو الضغوط النفسية واإلحباط والتوتر

راكمت ت نف اليوم هو مدفوع بدوافع داخلية شديدة جدا إفراز عصر كامل, أي أن من ميارس الع

منذ مراحل النمو األوىل, وخاصة الطفولة واملراهقة, حيث كان العرف يقضي �لشدة والعنف

ية يف الرتبية �دف التدريب على خشونة احلياة وقسو�ا, والسيما يف البادية ويف ا�تمعات القبل

ة داخلية وخارجية, جعل اإلنسان خيسر أهم طاقاته, وهواليت تسودها قيم متوارثة, وهي بيئ

جيهها وضبطها, وقد قال عليه والصالة تو القدرة على إدارة املشاعر, والتحكم القوي يف

،جر(ابن ح "ليس الشديد �لصرعة إمنا الشديد الذي ميلك نفسه عند الغضب":والسالم

قط أهم تلك األسباب واألكثر أسباب كثرية, نذكر ف لعنف األسري)، ول٢٨: ٨, م١٩٤٩

إنتشارا يف ا�تمع:

ضعف الوازع الديين, والرتبية اإلسالمية يف معرفة األحكام الشرعية يف حقيقة بناء -١

األسرة .

,ور له فعل العنفسرته واليت تصأالرتبية اليت يتلقاها الزوج من بيئته وجمتمعه و سوء -٢

لى ل أسرة. وقد يكون الزوج قد ترىب عوكأنه أمر طبيعي حيصل يف كل بيت وداخل ك

العنف منذ صغره، مما جيعل هذا األمر ينطبع يف ذهنيته، وجيعله أكثر عرضة ملمارسة

ا، أو أن هل إصالحا ذلك االعتقاد �ن يف ضرب الزوجة . و هذا العنف يف املستقبل

املرأة سيجعل الضرب استخدامن أالرجولة و فرض اهليبة، و �ثباتضرب الزوجة يرتبط

كثر طاعة للزوج وتنفيذا ألوامره . أ



126

وجود االنفعاالت وسرعة الغضب يف بعض النفوس و الطبائع . -٣

ث , والظروف املعيشية الصعبة, وحتداملشكالت االقتصادية من بطالة وفقر وديون -٤

مور أوما إىل ذلك من هذا إذا كان أصحا�ا ليس من أهل الصرب والقناعة والرضا,

, وتزداد املشاكل, ويكون احلل هو العنف واستخدام القوة وط النفسيةتزيد من الضغ

داخل األسرة.

عدم التناسب بني الزوجني من الناحية الفكرية, و�ألخص من جانب املرأة حيث -٥

تكون هي متعلمة ويكون زوجها جاهال, حينئذ يعوض الزوج اجلاهل �ستعراض

عضالته واستعمال القوة واهليمنة والعنف.

شرب اخلمور واستعمال املخدرات حيث تدل اإلحصائيات أن نسبة كبرية من العنف -٦

حتصل عندما يكون أحد الزوجني خممور أو خمدر.

الغرية الشديدة بني أحد الزوجني حنو اآلخر, ويزداد األمر سوء إذا كانت من الطريفني -٧

.)٣القرة داغي. علي حمي الدين القرة, ص ومل يكن أحدمها رشيدا (

عصيان الزوجة ألوامر الزوج, فقد أتى عصيان األوامر يف مقدمة األسباب �لنسبة ملن -٨

مد فرج, طريف. شوقي حميرتكب جرائم العنف, ويليه العناد وهو أحد أوجه العصيان (

٢٦.(

التأثر مبا تعرضه وسائل اإلعالم من مشاهد تشجع على العنف، ومن ذلك مشاهدة -٩

ات دفع الزوج إىل تطبيق ما رأى على أسرته، وقد أثبتت الدراساألفالم العنيفة اليت ت

ن التعرض لوسائل اإلعالم اليت تعرض املمارسات العنيفة ال إخطأ هذه النظرية إذ

احلضيف ، ( تنفس عن الفرد بقدر ما تدفعه وحترضه على ممارسة السلوك العنيف

.)٧٣م, ص١٩٩٤



127

النتقام أمام اآلخرين مما يدفعه إىل ا استهانة �جلاين وحماولة التقليل من شأنه -١٠

صرفات كرامته، ومن مناذج هذه الت فيهمنه بعد ذلك انتقاما يرد فيه اإلذالل ويسرتد

األمر ,املستفزة: جمادلة الزوج وحتقري أفكاره وانتقاد تصرفاته انتقادا الذعا أمام اآلخرين

يثري ,الزوج إحساسا دونيا الذي يؤدي إىل إ�رة سخرية احلاضرين من جهة وإحساس

حفيظته ويدفعه إىل االعتداء على زوجته �لضرب انتقاما من حتقريها وإهانتها له أمام

الناس، وقد عرب أحد األزواج عن سبب ضربه لزوجته بقوله: لقد قامت زوجيت بتعرييت

أمام اآلخرين تعرية كاملة .

حني يهملون دراستهم، أواستفزاز األبناء لوالديهم يضا أومن هذه النماذج -١١

يثريون ضوضاء ىف املنزل حينما يرغب الوالد ىف الراحة واهلدوء، أو حني يعتدون على

رج، طريف. شوقي حممد ف( أخو�م، أو حني يرفضون االلتزام �داء الفروض الدينية

٢٠-١٩ .(

ذر ح تبلد الزوجة اجلنسي، ومتنعها املستمر عن زوجها حني يرغبها، هذا األمر الذي -١٢

فلتأته وإن كانت على حلاجته إذا الرجل دعا زوجته"عندما قال: منه رسول هللا

٠)٤٦٥:٣م, ١٩٧٥الرتمذي، ( "التنور

وأسباب متنع املرأة عن زوجها يف هذا العصر ختتلف قليال عما سبق، خاصة عند املرأة العاملة

غوط مر الذي زاد من تعرضها للضاليت تعاين من ظاهرة اليوم املزدوج داخل البيت وخارجه، األ

النفسية وأثقل قدر�ا اجلسدية، مما جعلها متتنع عن زوجها يف كثري من األحيان حتت �ثري

التعب واإلرهاق.



128

زمات األاف سباب العنف العائلي واليت ترتبط ببعضها البعض يف تشابك ملحوظ،أهم أهذه هي

ما تؤدي إىل بروز عائلة غالبا الصعبة اليت تواجه أياالقتصادية داخل العائلة والظروف املعيشية

.رة، ورمبا إىل تدمريهااألس أفراداالضطراب النفسي والعقلي بني إىلاخلالفات العائلية اليت تؤدي

:أنواع العنف األسري

ومنها املعنوي الذي ال يرتك أثرا منها املادي امللموس النتائج، عديدة، يإن أنواع العنف األسر

, وسنذكر منها األكثر إنتشارا. على النفس وإمنا يرتك آ�را ,واضحا على اجلسد

العنف اجلسدي: وهو�شكال متعددة, كالضرب واحلرق واستخدام الصالح وغريها. -١

العنف النفسي: وهو أي فعل مؤذ لنفسية املعنف ولعواطفه بدون أن تكون له أية آ�ر -٢

طم حي إلهانة والعنف اجلنسي وغريذلك, وهذا يف الغالبكالصراخ والشتم واجسدية،

شخصية االنسان ويزعزع ثقته بنفسه، ويؤثر على حياته يف املستقبل .

العنف اإلقتصادي: من ذلك االحتفاظ �لنقود أواإلحتكار, أومطالبة الزوجة �ن تعطيها -٣

راتبها, وكذلك منع الزوجة من إمتالك أي شيء.

سري وحلها يف ضوء مقاصد الشريعةاأل مشكلة العنف

العنف ضد الزوجة وحلها يف ضوء مقاصد الشريعة:

كما حرص عليها بنتا، وقد جتلى هذا التكرمي يف زوجة أما و حرص اإلسالم على كرامة املرأة

أمور عدة ، منها:

قوله: جعل الزوجة الصاحلة من أسباب السعادة يف احلياة الدنيا، فقد ورد عن رسول هللا -١

(ثالثة من السعادة، وثالثة من الشقاء، فمن السعادة املرأة الصاحلة تراها فتعجبك وتغيب

).٣٢٧/ ١م، ٢٠٠٦العلوين، ( عنها فتأمنها على نفسها ومالك)



129

لم يرغمها يل معه هواها، فمتاحلرص على ترك احلرية للمرأة يف اختيار الزوج اليت حتب و -٢

عندما حتب و�وى. وهذا أمر شدد عليه رسول هللا على أن تعيش مع من ال اإلسالم

قال : ( ال تنكح الثيب حىت تستأمر، وال تنكح البكر حىت تستأذن ، وإذ�ا الصموت)

). ٤١٥:٣, ١٩٧٥الرتمذي، (

الوصية حبسن معاملة األزواج لزوجا�م حبيث تكون العالقة بينهم عالقة مودة ورمحة وليست -٣

� أ، قال عليه الصالة والسالم مبينا هذا املعىن: (خريكم خريكم ألهله و عالقة استبداد وظلم

. )٧٠٩:٥م, ١٩٧٥الرتمذي، ( خريكم ألهلي )

وهذا التكرمي الذي فرضه اإلسالم للزوجة يقابله أحكام وشرائع حتذر من اإلساءة إليها والتصرف

نها ع جامعة الزوج لزوجته رغما بضرب الزوجة، ومب مسحدعاء �ن اإلسالم إلوإهانة كرامتها. أما ا

مر مرفوض والرد عليه من خالل املسائل أيكون ممن يشجع على العنف ضد املرأة، فذلك

التالية:

يستغل بعض املسلمني إ�حة اإلسالم للضرب اخلفيف يف ,الزوجة ضربمشكلة األوىل: املسألة

من سورة م حمتجني �آلية الكرميةاحلاالت القصوى, حىت ميارسوا عنفهم غري املشروع ضد زوجا�

يت ختافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن يف المضاجع واضرب وهن فإن النساء اليت جاء فيها: ﴿والال

غوا عليهن سبيال إن ا� كان علي�ا كبريا * وإن فتم شقاق بـينهما فابـعثوا حكما من خ أطعنكم فال تـبـ

نـهما إن ا� كان عليما خبري بـيـ القرآن الكرمي, ( ﴾اأهله وحكما من أهلها إن يريدا إصالحا يـوفق ا�

: اهدجم وقال جيامعها، وال ظهره، ويوليها يضاجعها،: عباس ابن قال .)٣٥- ٣٤:٤النساء

: ه. قولهعن وأعرضوا تكلموهن، ال :أي الكالم، هجرة هي: جبري ابن وقال مضاجعتهن، جنبوا

:وجهني فيه البقاء أبو ذكر املضاجع، يف

.مكاملتهن ترك دون مضاجعتهن اتركوا :األول



130

عقوبة نايةجلا هذه يف: تقول كما املضاجع بسبب اهجروهن: أي السبب، مبعىن أ�ا :الثاين

).٢٣١-٢٣٠: ٢م، ١٩٩٧الثعاليب، (

عالجها على ضوء مقاصد الشريعة, أن العنف ضد الزوجة وضر�ا ضر� مربحا, خيالف مقصد

الشريعة املبنية على املودة والرمحة بني الزوجني, لذا على الزوج أن يتذكر عقاب هللا تعاىل عليه

حفظ النفس, فاالعتداء على اجلسد �لضرب يف ظلمه هلا, وأيضا ألن من مقاصد الشريعة

نه مل ومن احلجج على نبذ اإلسالم لضرب الزوجة أاملربح يعترب انتهاكا ملقصد حفظ النفس.

وقد وصف الرسول سلوب الضرب مع أحد من أزواجه، أأنه استخدم يعرف عن رسول هللا

أحدكم جيلد يعمد "ل: ، فقايف حديثني خمتلفني من يضرب زوجته �للؤم وغالظة احلس

، وجاء يف )١٨٨٨: ٤م, ٢٠٠١ابن حجر،( "امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه

م, ٢٠٠١ابن حجر ، " (مب يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل مث لعله يعانقها " حديث آخر:

. إذا استخدام الضرب ضد الزوجة خمالف ملقاصد الشريعة وهلدي النيب .) ٢٢٤٦: ٥

وجة ألن هذه اآلية ختتص �لزوجة الناشز، والز وهذا التربير لضرب الزوجة غري صحيح إطالقا

ابن ( الناشز يف اللغة هي اليت ارتفعت على الزوج واستعصت عليه وابغضته وخرجت عن طاعته

م �حة اإلسالإعلى . من هنا فال يصح اعتبار هذه اآلية دليال )٦١٧: ٢م, ١٩٩٤منظور،

ألن الضرب هنا هو عالج حلالة شاذة ، فإذا انتفت احلاجة إىل هذا العالج ال ,املرأةلضرب

ن هذه اآلية مل تطلق يد الزوج يف ممارسة العنف ضد الزوجة، وإمنا � يصح القيام به. علما

رمست له منهاجا عليه اتباعه حلل املشكلة ومعاجلة املوضوع واحملافظة على كيان األسرة. وهذا

نهج يقتضي استخدام ثالث وسائل متدرجة، ال يصح جتاوز الواحدة منها قبل أن يكون قد امل

استخدم الوسيلة اليت قبلها وهي:

ن أكن ن يستعني الزوج يف هذه املرحلة مبن ميأالنصيحة واملوعظة بلطف وحتبب. وميكن -١

ويرشدها ةيؤثر على زوجته فيحاورها ويعرف سبب نشوزها وإعراضها، ويقدم إليها النصيح



131

ملا فيه مصلحة زواجها. وهذه النصيحة قد �يت من بعض األهل الثقة أو قد تكون من قبل

لى ع و النفسيني الذين حياولون االستماع إىل الزوجني ومساعد�ماأاملختصني االجتماعيني

حل مشاكال�ما الزوجية.

جر يف املضجع يف اهلن إاهلجر يف املضجع نفسه وهو الفراش، يقول صاحب تفسري املنار: -٢

نفسه معىن ال يتحقق �جر املضجع أو البيت، ألن االجتماع يف املضطجع هو الذي يهيج

شعور الزوجية فتسكن نفس كل من الزوجني إىل اآلخر، ويزول اضطرا�ما الذي أ�رته

فإذا هجر الزوج زوجته وأعرض عنها يف هذه احلالة رجا أن يدعوها ,احلوادث قبل ذلك

الشعور والسكون النفسي إىل سؤاله عن السبب ويهبط من نشز املخالفة إىل صفصف ذلك

).٥:٦٠م،١٩٩٩، حممد رشيد رضا.( املوافقة

الضرب غري املربح، وأن يتـوقى الوجه واملواضع الظاهرة، وال يضر�ا إال ملا يتعلق حبقه -٣

لفقهية املوسوعة ا( ةكالنشوز، فال يضر�ا حلق هللا عند مجهور الفقهاء ، كرتك الصال

).١٧٨: ٢٨م، ١٩٨٣الكويتية،

سواكل له بعض العلماء �لضرب �لاملقصود من الضرب هنا هو الضرب غري املربح ، ومث ا إذ

. أو القصبة الصغرية وحنومها

ق االنسجام واضحة لتحقي : إتيان الزوج زوجته رغما عنها : وضع اإلسالم آدا� املسألة الثانية

والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إىل فراشه "عندما قال: والرسول ، اجلنسي

: ٢هـ، ١٤٣٦مسلم، " (فتأىب عليه إال كان الذي يف السماء ساخطا عليها حىت يرضى عنها

. قصد بذلك تلك الزوجة اليت متتنع عن زوجها من دون عذر شرعي، أما إذا كان )١٠٦٠

خرى من حيض ونفاس، فهذه األمور ألعذار الشرعية األوا ادواإلجههناك عذر مثل املرض

جيب على الزوج أن يراعيها وأن ال جيرب زوجته على املعاشرة الزوجية وخاصة يف حالة احليض

اء يف المحيض ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النس والنفاس، لقول هللا تعاىل: ﴿



132

حيب التـوابني وحيب تـقربوهن حىت يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم ا� إن ا� وال

رين﴾ "السمع والطاعة على رسول هللال، ولقول )٢٢٢:٢القرآن الكرمي, البقرة, ( المتطه

لرتمذي, احب وكره مامل يؤمر مبعصية, فإن أمر مبعصية فال مسع عليه والطاعة " (املرء املسلم فيما أ

وكذلك للضرر عليها والقاعدة الشرعية تقول, الضرر والضرار. . )٢٠٩:٤م, ١٩٧٥

: إهانة الزوجة �لقول والشتم والتنقيص من شأ�ا, وهذا يعترب خمالف ملقاصد املسألة الثالثة

إن للمسلمني آدا� يف آدم بين كرمنا ولقد : إلنسان, قال تعاىلالشريعة يف حفظ كرامة ا

تعاملهم مع املرأة يرمسها هلم دينهم, وينبغي أن تكون هذه اآلداب راسخة يف عقوهلم ووعيهم,

على حسن تفهمهم لكرامتها اإلنسانية اليت قرر�ا الشريعة, كما ينبغي أن تكون راسخة يف هذه

ويقول األستاذ الدكتور ).٣٠٥:١م، ٢٠٠٩أبو شقة، اعر الرفق واللطف �لنساء (القلوب مش

حسام: وحنن نعتقد أن الشريعة اإلسالمية حترم التمييز الظامل ضد املرأة, الذي خيل حبقوقها أو

خيدش كرامتها, وال يوجد متييز جماف للعدل وحمارب للرجل يف منهج اإلسالم أوأحكامه ضد

كان يف أذهان املرضى �هلزمية النفسية, أوعند اجلاهلني �لشرع املطهر, الذين مل املرأة, إال ما

يدركوا احلكم من وجود تعض الفروق اخللقية واجلبلية, ومالزم على ذلك من وجود بعض

االختالف يف األحكام الشرعية, والوظائف واحلقوق احليايت, وكل دعوى تنايف ذلك سواء

صديق جاهل فهي مبنية على وهم وعفلة, أوحجة داحضة صدرت عن عدو معرض أوعن

).١٩٤م,٢٠٠٧عفانة. وثيقة حقوق املرأة املسلمة وواجبا�ا (

عنف الزوجة وحلها يف ضوء مقاصد الشريعة:

ضد زوجها: تتعدد أنواع العنف الذي متارسه الزوجة ضد زوجها يف األسرة، ومن زوجةعنف ال

هذه األنواع ما يلي:

.ويه السمعةالضرب، تعمد التشويه، اإليذاء وتشو التعدي �لقتل ين املتمثل يفالعنف البد -أ



133

ب األبناء �لي-جأو إمهاال، أو التمنع عنه كنوع من اإلذالل. الفراش كرها عدم مشاركته -ب

ا�امه د_ حماولة تدمري معنو�ته، مثل.�ختالق األكاذيب اليت تشوه صورته أمامهم عليه

ة، موقع العربية. نت أسباب عنف املر أسوزان مشهدي،( ن كان فقريا �لفشل، ومعايرته إ

).www.alarabiya.netعلى الشبكة العنكبوتية .

عالج العنف الزوجة ضد زوجها وحلها يف ضوء مقاصد الشريعة.

ا على اعتبار أ�ا الكائن ضرب األزواج: يستغرب اإلنسان عادة فكرة ضرب املرأة لزوجه

األضعف، والرجل يتمتع بقوة بدنية أكرب من تلك املوجودة عند املرأة، ولكن الدراسات تبني

أن ضرب الزوجة لزوجها أصبحت ظاهرة يف بعض األسر. ومما يؤكد تفاقم هذا العنف، هو بدء

وىل من نوعها، مت األ�سيس اجلمعيات اخلاصة �ألزواج الذين تعرضوا للعنف، ففي سابقة تعد

٢١إنشاء أول ملجأ لألزواج املضطهدين من قبل زوجا�م يف تونس (قناة اليب يب سي العربية ،

م). ٢٠٠٧سبتمرب

والعوامل املؤدية إىل سلوك املرأة طريق العنف ضد زوجها عديدة منها: زواج املرأة من رجل

الد.لبيت واإلنفاق وتربية األو ضعيف الشخصية، حتمل املرأة يف بعض األسر مسؤولية ا

مشكلة عنف الزوجة وحلها يف ضوء مقاصد الشريعة:

مقصد حفظ الدين, يف تقوية اإلميان �� عزوجل, فإقامة بيئة االميان لتوليد اهلداية يف -١

قلوب العباد, وهدم بيئة الغفلة لكي يستقيموا على اهلداية واليت تصلح مجيع شؤن حيا�م.

املسلمة أن تتقي ر�ا وتطيع زوجها, والتقوم بضربه, وذلك كما ذكر� أن ذلك على الزوجة

خمالف ملقاصد الشريعة املبنية على املودة والرمحة بني الزوجني.



134

عن فأن العنف ضد الزوج أيضا خمالف للشريعة اإلسالمية, فالشرع أمرها أن تطيع زوجها, -٢

ت املرأة مخسها، وصامت شهرها، وحفظت قال:"إذا صل أن رسول ،عبدالرمحن بن عوف

(حنبل، فرجها، وأطاعت زوجها، قيل هلا:ادخلى اجلنة من أى أبواب اجلنة شئت"

).١٩٩: ٢م، ٢٠٠١

أن العنف ضد الزوج خمالف للشريعة اإلسالمية, اليت أمر الزوجة �حترام زوجها لعظم حقه -٣

قال: "لوكنت آمرا أحدا أن يسجد عن أيب هريرة،عن النيب عليها,كما ورديف احلديث عن

).٤٥٧:٣م, ١٩٥٧(الرتمذي, ألحد ألمرت املرأة أن تسجد لزوجها"

أن العنف ضد الزوج إهانة لكرامة اإلنسان, فمقاصد الشريعة كما بينا يف الفصل السابق, -٤

جاءت حلفظ كرامة اإلنسان.

مشكلة العنف األسري ضد األطفال وحلها يف ضوء مقاصد الشريعة:

نبذ اإلسالم العنف ضد األطفال يف األسرة. وأمر� �لرفق �م وعدم ظلمهم, ولقد حث ديننا

"عليك �لرفق وإ�ك والعنف اإلسالمي على ذلك كما جاء يف احلديث عن الرسول

).٢٢٤٣: ٥, ٢٠٠١ ابن حجر،والفحش" (

العنف ضد األطفال وعالجه يف ضوء مقاصد الشريعة:

ألطفال, نذكر من ذلك: العنف املوجه ضد ا

هو إحلاق الضرر النفسي واالجتماعي �لطفل،كحرمان الطفل االعتداء أو األذى العاطفي:

اإلسالم، حيث كان من هدي النيبمن اللعب والعطف واحلنان, وهذا النوع من العنف نبذه

هللا ة رضيالرمحة �ألطفال ومعاملتهم معاملة حسنة. وال أدل على ذلك ما رواه أبو هرير

يقبل احلسن فقال:( يل عشرة من الولد ما قبلت منهم عنه أن األقرع بن حابس أبصر النيب



135

). ٧:٨م, ٢٠٠١مث قال من ال يرحم ال يرحم) (ابن حجر, أحدا فنظر إليه رسول هللا

ألن من مقاصد الشريعة حسن الرعاية لألوالد وتنشئتهم وعدم التفريط �م. فاألوالد فلذات

أكباد�.

ة التأديب مفهوم أساسي من مفاهيم الرتبية ، وهو ضرورة حياتية �لنسب مسألة �ديب األطفال:

:" من ولد له ولد فليحسن امسه وأدبه" لألبناء، وهو حق من حقوق الطفل لقول لرسول هللا

ن. وقال عليه الصالة والسالم:" ألن يؤدب الرجل ولده خري م )٦:٤٠١م ٢٠٠٣البيهقي، (

).١٩٥١م، ١٩٧٥ ،الرتمذيأن يتصدق بصاع " (

وهو شكل من أشكال االعتداء اجلسدي، وجاءت الشريعة حلماية االعتداء واألذى اجلنسي:

العرض وهو من الضرور�ت اخلمسة, وحرم االعتداء عليها وفرض هلا عقو�ت ملن تعدى على

ذلك.

جن و ولقد قرر الدول وضع القوانني والتعويض املادي هلذا التعويض الفعل الشنيع، ونعلم أن الس

املادي ليسا كافيني يف التعويض عن مأسا�ا, واليكون رادعا والكافيا �لنسبة للمجرمني. من

هنا �يت الدعوة إىل تبين حكم اإلسالم يف سفاح احملارم، الذي يرتاوح بني حد الز� كما يف

كما قال اإلمام أمحد : "يقتل ويؤخذ ماله إىل أحد آراء أمحد، ومالك والشافعي، وحد القتل

بيت املال، وذلك ملا روى عن الرباء أنه قال: لقيت عمي ومعه الراية، فقلت : إىل أين تريد ؟

إىل رجل نكح امرأة أبيه من بعده، أن أضرب عنقه، وآخذ ماله ) فقال : (بعثين رسول هللا

اجلوزية حادثة حصلت يف زمن احلجاج فقال: " . وقد ذكر ابن القيم)١٥٧: ٤، ابو داود(أ

حدثنا صاحل بن راشد قال : أيت احلجاج برجل قد اغتصب أخته على نفسها ، فقال: احبسوه

وسلوا من ها هنا من أصحاب حممد صلى هللا عليه وسلم؟ فسألوا عبد الرمحن بن مطرف فقال

�لسيف " طى احلرمتني فخطوا وسطه: مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول : "من خت



136

. االعتداء عليهم �لضرب. مشكلة ضرب األم ألبنائها )٣٦١، م١٩٨٣(ابن قيم اجلوزية،

عنف الزوج مع زوجته الذي حتوله األم إىل أوالدها انتقاما -١تكمن يف أسباب عديدة منها :

ملراحل العمرية لألبناء واليت عدم وعي األمهات ملتطلبات ا -٢من الوالد الذي أساء معاملتها .

سوء الرتبية اليت تعرضت هلا األم يف منزل أهلها، فالشخص الذي ينحدر -٣تتغري �ستمرار .

من أسرة مارس أحد أفرادها العنف عليه، سيمارس يف أغلب األحيان الدور نفسه، اعتقادا

عليه من قبل. إن إسخدام منها أن ما ميارسها من عنف جتاه أوالدها هو أمر عادي كونه مورس

العنف يف تربية األوالد التقبله الشرع, ولقد وجه القرآن اآل�ء أن يعظوا أبناء هم يف حمبة ورفق,

وأن يستعملوا أسلوب اخلطاب الدال على احملبة والرفق واحلرص عليهم, وهذا ماوجد�ه على

دي والده أو البن عاقا على غري هلسان األنبياء عليهم السالم يف خماطبة أبنائهم حىت ولوكان ا

د�نته, فنجد وصا� لقمان البنه, ونداء نوح البنه, وخطاب يعقوب ليوسف وإخوته كلها حتمل

م، ١٩٨٩كلمة(( بين )) نظرا ملا هلذا التعبري من وقع خاص الجنده فيما سواه. (عقلة, حممد,

رفيق حيب الرفق، ويعطي على الرفق : "إن هللا)، وأمرأيضا �لرفق كما ورديف حديث النيب ٤٦

).٢٠٠٣: ٤ ،ما ال يعطي على العنف وما ال يعطي على ما سواه" (مسلم

العنف ضد املسنني يف األسرة وحلها يف ضوء مقاصد الشريعة:مشكلة

يتخذ اإلمهال وسوء املعاملة والعنف الذي ميارس ضد كبار السن يف عاملنا املعاصر أشكاال عدة:

سية ووجدانية ومالية ومادية. وهذه األشكال من العنف حتدث يف مجيع ا�االت جسدية ونف

االجتماعية واالقتصادية والعرقية واجلغرافية.

وتشري دراسة سعودية أجر�ا "وزارة الشؤون االجتماعية" يف اململكة العربية السعودية عام

ت العنف ضد كبار السن يفم، حتت عنوان "العنف ضد كبار السن" إىل ز�دة معدال٢٠٠٦

يف املائة، يلي ٢٫٨ا�تمع السعودي، وأن أكثر أنواع اإليذاء يتمثل يف اإلمهال إذ بلغ املتوسط

يف املائة، حسب صحيفة االقتصادية السعودية . وقد ٢٫٤٩ذلك اإليذاء النفسي مبتوسط



137

جتماعي، حلرمان االكشفت هذه الدراسة أن أغلب مشكالت املسنني االجتماعية تتمثل يف: ا

تقلص العالقات، فقدان األمن االقتصادي، فقد الدور، التقاعد، الرتمل، الطالق، ومشكالت

شغل وقت الفراغ. هذا إضافة إىل مشكالت الرعاية الشخصية املتمثلة يف نظافة البدن وامللبس

لى الشبكة ين عسة توصي مبواجهة العنف ضد املسنني، موقع هلا اون الاواملأكل (السعودية: در

).www.lahaonline.comالعنكبوتية،

ويف دراسة قامت �ا وزارة الصحة يف البحرين ورد تعريف لسوء معاملة املسن، وقد قسمته إىل

أقسام:

: وهي الضرر الذي يصيب الضحية من الناحية اجلسدية مثالحلرمان "سوء املعاملة اجلسدية

شخصية وفقدان العطف. ويعترب استعمال العنف والقوة من املأكل وامللبس، وعدم العناية ال

.أحد أبرز مظاهر سوء املعاملة اجلسدية

ويشمل اإلهانة والتأفف والتحرش والتهديد والشتم وارتفاع نربة الصوت :سوء املعاملة العاطفية

.واإلمهال العاطفي

اليومية بدون موافقة التصرف يف األموال واملمتلكات واملصاريف :سوء املعاملة املادية

.الضحية

التحرش اجلنسي واإلجبار أو اإلكراه على ممارسة اجلنس ضد رغبة :سوء املعاملة اجلنسية

الضحية (سوء معاملة كبار السن، موقع وزارة الصحة يف مملكة البحرين على الشبكة العنكبوتية

www.moh.gov.bh.(



138

السن اع اليت حتدث مع املرأة والطفل إىل أن كبارويتميز العنف ضد املسنني عن غريه من األنو

الذين يتعرضون لسوء املعاملة رمبا ال يربءون أبدا من آالمهم اجلسدية أو النفسية. وقد تتفاقم

قرير ت�ثري الصدمات عليهم ألن اخلوف واخلجل جيعالن كبري السن حيجم عن طلب املساعدة (

، أو عن م.، األمم املتحدة)٢٠٠٢نيسان ١٢_٨ريد، اجلمعية العاملية الثانية للشيخوخة، مد

تقدمي الشكوى. لذلك يلحظ أن املسن قد يتعرض �لفعل لالعتداءات املتكررة اليت تكشف

.عنها األوساط االجتماعية أكثر مما تبينه اإلحصائيات الرمسية

مشكلة العنف ضد املسنني وحلها يف ضوء مقاصد الشريعة.

لعنف ضد املسنني أ�ا تتم على أيدي أقرب الناس إليهم، فنجد بعض إن املخجل يف حوادث ا

األبناء الذين جتردوا من إنسانيتهم ميارسون أنواعا عدة من العنف ضد ذويهم، منها :

مشكلة التعنيف الذي يبدأ �إلساءة اللفظية وينتهي �لضرب. وهذا النوع من العنف يؤذي -١

لكاد مستقرة بسبب عامل السن. واحلل أن يتقياملسن وحيطم من معنو�ته اليت هي �

اليت حفظها تهاإلنسان هللا عزوجل, وحيفظ كرامة البشر السيما األقربون وال حتطمن كرام

رآن الكرمي, اإلسراء ، الق( ﴿ولقد كرمنا بين آدم﴾هللا سبحانه وتعاىل لكل البشر بقوله:

فظ كرامة اإلنسان, فكرامة اإلنسان ال تتعلق . وذلك أن من مقاصد الشريعة ح)٧٠:١٧

�جلنس وال �لسن بل هي أشد وجو� عند كرب السن وذلك لكي يبقى لألمة اإلسالمية

لرتمذي، ايقول : " ليس منا من مل يرحم صغري� ويوقر كبري�" ( قو�ا وسالمتها، فرسول هللا

).٣٢١:٤م، ١٩٧٥

أبناء العائلة إىل دور العجزة من دون أية رمحة أو مشكلة إرسال األهل وكبار السن من -٢

ه ﴿وقضى ربك أال احلل أن يتذكر قول هللا عز وجل يف كتابه العزيز: شفقة. تـعبدوا إال إ�

لغن عندك الكرب أحدمها أو كالمها فال تـق هرمها ل و�لوالدين إحسا� إما يـبـ هلما أف وال تـنـ

). واإلسالم ال يلقي مسؤولية إيواء ٢٣:١٧وقل هلما قـوال كرميا﴾ (القرآن الكرمي, اإلسراء ،



139

اآل�ء املسنني أو العاجزين إىل دور العجزة إال إذا مل يكن هلم أوالد أو أقر�ء. فا� سبحانه

مع الوالدين يف كل حني وخاصة عند الكرب, أل�م حيتاجون وتعاىل, أمر� أن حنسن التعامل

إىل الرعاية أكثر.

مشكلة العنف ضد اخلدم وحلها يف ضوء مقاصد الشريعة:

داخل األسرة ذلك العنف املوجه ضد اخلدم والذي قد يتجاوز دثنواع العنف الذي حتأمن

مر أهن ت وممارسة العنف ضدحقوق اخلادما انتهاكات ,التعنيف والضرب ليصل إىل حد القتل

حول قريرا ت أكدت عليه دراسة حديثة قامت �ا منظمة هيومن رايتس ووتش اليت نشرت مؤخرا

املسيئة حلقوق اإلنسان جتاه العامالت األجنبيات يف كل من لبنان والسعودية بعض التصرفات

النكا موزعني على شخصا يف سري ١٧٠على مقابلة والكويت واإلمارات. وقد بنيت معطياته

م والذي نواع العنف املمارس على اخلدأعامالت خدمن يف البيوت. جاءت نتيجة التقرير لتذكر

اللفظية واجلسدية ليصل إىل حدود اإليذاء �لضرب، وينتهي �الغتصاب. وقد يبدأ �إلها�ت

يف سلم األوىلحرية العامالت وأوراقهن ورواتبهن احتلت املرتبة أن حجز شار التقرير إىلأ

إن هذا الواقع الذي يعاين . )٢٠٠٧/ ١١/ ٢٠سعدى علوه، جريدة النهار، ( نتهاكاتإلا

ستشاري إلا صبح ظاهرة خطرية تدعو لالنتباه إليها، كما قالأنه أمنه اخلدم تفاقم لدرجة إىل

و أن الشكوي من التعذيب اجلسدي أ يضا أالذي الحظ :النفسي الدكتور طاهر شلتوت

ادمة حتكاك بني اخلإلن مساحة اأظي قد �يت من النساء أكثر من الرجال.وتفسري ذلك اللف

د دافع ايل وجو يضا أن ذلك قد يعود أوربة األسرة يكون أكثر من غريها من أفراد املنزل. كما

ينبغي الزوجة �ن هذه اخلادمة تقوم ببعض األدوار اليت كانو نفسي عميق يتمثل يف شعور املرأة أ

ندفاعية والعصبية إلا تقوم هي �دائها مما خيلق نوعا من الغرية غري املعلنة والذي يفسر أحيا� ن أ

العنف نشأت امني،( حيان من السيدات جتاه اخلادمة أكثر من الرجالألأوالعدوانية يف بعض ا

، موقع أمان على الشبكة العنكبوتية، ضد اخلادمات يثري التساؤالت

www.amanjordan.org.(



140

عالج مشكلة العنف ضد اخلدم يف ضوء مقاصد الشريعة.

نذكر من أهم العالج للعنف ضد اخلدم من ذلك:

أن يتقي هللا تعاىل يف السر والعلن, فيعلم أن هللا تعاىل يراقبه يف كل أفعاله وأقواله, و .١

يقرب اخلادم واليشتمه اليضربه, فالتقوى � تعاىلسيحاسب عليه يوم القيامة,فاليظلم

العبد إليه, ويتذكر اإلنسان أن قوة هللا تعاىل فوق كل شيء. فتصفوا النفوس, وتبتعد عن

الظلم, وتنشأ مقصد روح التسامح واحملبة الصادقة بينهم واألخالق احلسنة اليت دعا إليها

وأقربكم مين جملسا يوم القيامة أحاسنكم قال: " إن أحبكم إيل عن جابرأن رسول الشرع,

أخالقا، وإن أبغضكم إيل وأبعدكم مين جملسا يوم القيامة الثر�ر ونو املتشدقون واملتفيهقون،

الرتمذي, ( قالوا: �رسول هللا، قدعلمنا الثر�رون واملتشدقون فمااملتفيهقون؟ قال: املتكربون"

).٣٦٨:٤م, ١٩٧٥

:" من كان أخوه حتت يده ل مع اخلادم �حرتام وحمبة, قال البد لإلنسان أن يتعام .٢

فليطعمه مما�كل, وليبسه مما يلبس, والتكلفوهم مايغلبهم, فإن كلفتوهم فأعينوهم " (ابن

عن أنس،قال: أسوة حسنة يف التعامل, ). ولنا يف رسول هللا ١٥:١م, ٢٠٠١حجر،

قط: مل فعلت كذا وكذا؟ والعاب تسع سنني،فما أعلمه قال يل " خدمت رسول هللا

فأمر� اإلسالم اإلحسان يف التعامل مع اخلدم. ). ١٨٠٤:٤, ,(مسلم علي شيئا قط "

فالشريعة اإلسالمية حتثنا على التواضع مع كل البشر وتذم الكرب.

: "الرامحون يرمحهم الرمحن، ارمحوا إن مقصد الشريعة مبنية على الرمحة والتسامح, قال .٣

األرض يرمحكم من يف السماء، الرحم شجنة من الرمحن، فمن وصلها وصله هللا ومن من يف

).٣٢٣: ٤, ١٩٧٥قطعها قطعها هللا" (الرتمذي،

الوسائل العامة للوقاية من العنف األسري:

هناك الوسائل العامة للوقاية من العنف األسري, نذكرمنها:



141

عيد احلياة األسرية، سواء كان ذلك على صاإللتزام بتعاليم اإلسالم السمحة وتطبيقها يف -١

اختيار الزوجني،أو تربية األبناء والتعامل معهم، أوإحرتام األبوين، وجعالإلسالم هو دين

للحياة وليس للعبادات فقط. مع ضرورة توضيح مقصد الشرع من اآل�ت واألحاديث اليت

رضي هللا عنها، زوج عن عائشة .ورد فيها ذكر الضرب حىت ال تستغل �سم اإلسالم

قال: "�عائشة إن هللا رفيق حيب الرفق، ويعطي على الرفق ، أن رسول هللا النيب

). يقول أبو حامد ٢٠٠٣: ٤مااليعطي على العنف، ومااليعطي على ماسواه" (مسلم،

الغزايل: اعلم أن الرفق حممود ويضاده العنف و احلدة والعنف نتيجة الغضب والفظاظة،

واللني نتيجة حسن اخللق والسالمة وقديكون سبباحلدة الغضب وقديكون سببها والرفق

شدة احلرص واستيالءه حبيث يدهش عن التفكر ومينع من التثبت فالرفق يف األمور مثرة

اليثمرها إالحسن اخللق والحيسن اخللق إالبضبط قوة الغضب وقوة الشهوة وحفظهما على

على الرفق و�لغ فيه فقال �عائشة إنه من ول هللاحد اإلعتدال وألجل هذا أثىن رس

أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خري الدنياواآلخرة ومن حرم حظه من الرفق

�هل بيت خريا، أدخل عليهم : "إذاأرادهللافقدحرحمظه من خريالدنياواآلخرة، وقال

كن كما يف سائراألخالق، ول الرفق" .وقاىل أيضا: "فاحملمود وسط بني العنف واللني

ملاكانت الطباع إىل العنف واحلدة أميل كانت احلاجة إىل ترغيبهم يف جانب الرفق أكثر.

فلذلك كثر ثناء الشرع على جانب الرفق دون العنف وإن كان العنف يف حمله حسنا كما

من الزبد ذأن الرفق يف حمله حسن, فإذا كان الواجب هوالعنف فقد وافق احلق اهلوى وهوأل

).١٨٦-١٨٤( الغزايل. �٠لشهد

اإلحرتام املتبادل بني الزوجني واختيار الكلمات الطيبة, والكلمة هلا أثر غائر يف النفس -٢

اإلنسانية, وهللا سبحانه وتعاىل يوجه عباده املؤمنني أن يقولوا الكلمة الطيبة وينطق دائما

زغ بـ وقل لعبادي يـقول �حلسىن, قال تعاىل نـهم وااليت هي أحسن إن الشيطان يـنـ (القرآن يـ

). هي أحسن على وجه اإلطالق ويف كل جمال فيختارروا ٥٣:١٧الكرمي, اإلسراء ،



142

أحسن مايقال ليقولوه بذلك يتقون أن يفسد الشيطان مابينهم من مودة, فالشيطان ينزع

�ا ان يلتمس سقطات الفم وعثرات اللسان, فيغرىبني الزوجني �لكلمة اخلشنة, والشيط

العداوة والبغضاء, والكلمة الطيبة تسد العثرات, وتقطع الطريق وحتفظ هذا احلرم آمنا من

). ١٥٥م، ١٩٩٢نزعاته ونفثاته (فائز, أمحد,

تغيري التصورات والتصرفات حول العنف. وهذا التغيريال خيتص �لضحية فقط، بل جيب -٣

اين أيضا, وذلك �دف إشعاره خبطورة العنف املمارس على الضحية، أن يشمل اجل

ومساعدته على االمتناع عن هذا الفعل وعدم تكراره. وهذا األمر قد يتطلب اإلستعانة

مبستشارين نفسيني واجتماعيني من أجل مساعدة األفراد الذين ينتمون إىل األسر اليت

ينتشر فيها العنف.

والعقو�ت حفاظا على الفرد وا�تمع على حد سواء. وحدد السبل اليت شرع اإلسالم احلدود

جيب على املسلم أن يتجنب الوقوع فيها لما فيها من اعتداء على النفس وعلى اآلخرين، ومن

هذه السبل ما يلي:

تبسيط إجراءات التقاضي مبا حيقق اإلسراع فيها دون اإلخالل حبيثيات احملاكمة. كما -أ

الصرامة يف تنفيذ العقوبة، مراعاة ملصلحة الفرد ومصلحة اجلماعة على حد سواء .يتطلب

كما تفعيل دور احلكمني، عمال بقول هللا تعاىل: ﴿وإن خفتم شقاق بـينهما فابـعثوا ح -ب

نـهم من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصالحا يـوفق ا� ا إن ا� كان عليما خبريا﴾ بـيـ

) ، ألن احلكمني ينظران يف اخلالف بشكل أمشل من نظرة ٣٥:٣(القرآن الكرمي, النساء,

القاضي. فالقاضي ملزم �ألدلة والبينات أما احلكمان فيحاوالن الصلح بشىت الطرق، مث



143

، وخاصة أ�ما الزوجية مبنيا على تقديرمها إن مل يستطيعا ذلك يكون تقريرمها يف شأن احلياة

).٢٠٠٥م، ١٩٩٩٦عبد السالم ، أقرب الناس إىل الزوجني (

تشجيع الضحية على اإلبالغ عن اجلرم، إذ يعترب كثري من الباحثني القانونيني أن من -ت

أبرز الوسائل اليت ختفف من انتشار اجلرائم هو إبالغ الشرطة عنها �عتبار أن ذلك من

أنه أن حيول دون استمرار ا�رمني للجرمية يف حالة عدم اإلبالغ عنهم وتوقيع العقاب ش

عليهم .

�سيس مؤسسات اجتماعية إسالمية �تم بقضية العنف األسري ، و إجياد خطوط -ث

ساخنة هلذه املؤسسات ميكن من خالهلا تقدمي االستشارات واملساعدة . ويكون من مهمة

ام �لضحية وحماولة إعادة �هيلها يف احلياة االجتماعية بعد حدوث هذه املؤسسات االهتم

اجلرم، والتخفيف من معا��ا اجلسدية والنفسية واالقتصادية . وهذا األمر يشكل ضرورة

قصوى خاصة مع وجود بعض اجلمعيات العلمانية اليت حتاول عرب هذا الطريق خرق

لم ف اليت تصل إليها من أجل إثبات ظجمتمعاتنا اإلسالمية لتستغل بعض حاالت العن

اإلسالم وإجحافه يف حق املرأة وخاصة من �حية إ�حته لضرب الزوجة

الرقابة على اإلعالم، إذ إنه ثـبت أن ملشاهد العنف اليت تبثها وسائل اإلعالم دور مهم يف -ج

عنف لانتشار العنف، وهذه الرقابة قد تستوجب أمور عدة، منها : تسليط الضوء على ا

األسري من خالل االستشهاد �ألدلة عليه، وتوعية األسر بنتائجه النفسية واالجتماعية

وآ�رها السلبية على ا�تمع والفرد، وتدريب األسرة على كيفية مواجهة مشكالت العنف

.مع الكشف عن األسباب اليت تؤدي للعنف وسبل الوقاية منه

إىل العنف األسري، كعدم العدل بني الزوجاتالعمل على حتاشي بعض األسباب املوصلة -ح

يف حال التعدد، والتخفيف من تدخل األهل واألقارب يف الشئوون الزوجية ألبنائهم

وأقار�م، وسلوك الطريق الطبيعي قبل اإلقدام على الزواج، كالسؤال عن اخلاطب، وعدم



144

األهل شي السكن معإرغام أحد العريسني أو كليهما على الزواج من شخص ال يرغبه، وحتا

إال يف حال ضرورة رعاية األبوين أو أحدمها من قبل الولد، ومراعاة حالة األبناء يف سن

املراهقة ملا حيدث يف هذه املرحلة من تغريات هرمونية تؤثر على منو الطفل جسد� وفكر�

وعاطفيا. ويف مجيع احلاالت فمن األفضل اللجوء إىل مكاتب وأشخاص متخصصني

مبعاجلة قضا� الزواج والطالق . وكذلك نشر بعض الثقافة الضرورية حول احلياة الزوجية

واحلياة اجلنسية قبل الزواج وبعده سيساعد �ذن هللا تعاىل على معاجلة مشكلة العنف

األسري اليت تعاين منها ا�تمعات اإلسالمية وغريها يف عصر� احلديث.

ب املقبلني على الزواج يف كفية التعامل مع املشكالت إنشاء مؤسسة دورات علمية لتدري -خ

األسرية املعاصرة, وكذلك دراسة مدى خطورة إستخدام العنف داخل األسرة وأنه خمالف

ملقاصد الشريعة املبنية على الرمحة والتسامح.

اخلامتة

بعد هذا اجلهد املتواضع من الدراسة خلصت إىل النتائج اآلتية:

أن على كل من الزوجني االلتزام �حلقوق والواجبات الشرعية, وعدم تبني يف البحث .١

التفريط فيها, وبذلك يتحقق السعادة واملودة بينمها.

أن الشريعة اإلسالمية جاءت لتحقيق مصاحل العباد يف الدنيا واآلخرة, فينبغي لكل أسرة .٢

مسلمة حتقيق تلك املقاصد وتطبيقها يف احلياة األسرية.

وجة جائز شرعا, ولكن بشروط وضوابط, فالبد أن تتوفر تلك الشروط .أن عمل الز .٣

جيوز للزوج أن مينع زوجته من العمل إذا فرطت يف حقوقه, أو هناك ضرر يف العمل يعود .٤

للزوجة.



145

حث الدين اإلسالمي على حفظ كرامة اإلنسان, واإلبتعاد عن العنف بكل أشكاله وأنواعه .٥

وأمر� حبفظ النفس, وحرم اإلعتداء عليها . مع أي فرد من أفراد األسرة ,

تبني أن أسلوب استخدام الضرب �لنسبة للمرأة الناشزة , يكون يف �اية املطاف بعد .٦

استخدام أسلوب الوعظ واهلجر يف املضاجع , وينبغي أن يكون الضرب غري مربحا .

املصادر واملراجع

.القلم دار: الكويت. ٧ط. الرسالة عصر يف املرأة حترير. م٢٠٠٩. احلليم عبد. أبوشقة

. عرفةامل دار: بريوت. البخاري صحيح شرح الباري فتح. م١٩٤٩. علي بن أمحد. حجر ابن

. صادر دار: بريوت. ٣ط. العرب لسان. م١٩٩٤. مكرم حممد. منظور ابن

دار :بريوت. املشتاقني ونزهة احملبني روضة. م١٩٨٣. بكر أيب بن حممد. اجلوزية القيم ابن

. العلمية الكتب

مكتبة: الر�ض. ١ط. العوملة ظل يف األسري العنف. م٢٠٠٥. حممد األمني عباس. أبوشامة

.الوطنية فهد امللك

. ١ط. احلميد عبد العلي عبد. ت. اإلميان شعب. م٢٠٠٣. احلسني بن أمحد. البيهقي

.الرشد مكتبة: الر�ض

: مصر. ٢ط. شاكر حممد أمحد. ت. يالرتمذ سنن. م١٩٧٥. عيسى بن حممد. الرتمذي

. احلليب البايب مصطفى

. ت. القرآن تفسري يف احلسان اجلواهر. م١٩٩٧. خملوف حممد بن الرمحن عبد. الثعاليب

.العريب الرتاث إحياء دار: بريوت. ١ط. املوجود عبد عادل. معوض حممد

مكتبة: الر�ض. ١ط .اإلعالم وسائل تؤثر كيف. م١٩٩٤. الرمحن عبد بن حممد. احلضيف

. العبيكان



146

.مرشد عادل. األر�ؤوط شعيب. ت. حنبل بن أمحد مسند. م٢٠٠١. حممد بن أمحد. حنبل

.الرسالة مؤسسةبريوت: . ١ط

حممد السالم عبد. ت. اللغة مقاييس معجم. م١٩٧٩. فارس بن أمحد احلسني أبو. الرازي

.الفكر دارالقاهرة: . ١ط. هارون

الرتاث إحياء دار: بريوت. ٣ط. الغيب مفاتيح. م١٩٩٩. احلسن بن مرع بن حممد. الرازي

. العريب

. ٥ط. الشيخ يوسف. ت. الصحاح خمتار. م١٩٩٩. بكر أيب بن حممد الدين زين. الرازي

. العصرية املكتبةبريوت:

. العلمية الكتب دار: لبنان. ١ط.املنار تفسري. م١٩٩٩. رشيد حممد. رضا

القاهرة: دار الثقافة . . املصرية األسرة يف العنف. جفر حممد شوقي. طريف

. خالد إ�د. ت.املقاصد اختصار يف الفوائد. م١٩٩٦. عبدالعزيز الدين عز. السالم عبد

. الفكر دار: دمشق.١ط

. دنديس مكتبة. ١ط. يسألونك فتاوى. م٢٠٠٧. موسى بن الدين حسام. عفانة

.املعرفة دار: بريوت. الدين علوم ءإحيا. حممد بن حممد حامد أبو. الغزايل

. . الرسالة مؤسسةبريوت: . ٦ط. القرآن ظالل يف األسرة دستور. م١٩٩٢. أمحد. فائز

ة .الدوحة: دار الثقاف .منه والوقاية وآ�ره األسري العنف. الدين حمي علي. داغي القرة

. اجلامعية ةاملعرف دار: القاهرة. جتماعاال علم قاموس. م١٩٩٠. غيث عاطف. حممد

ؤادعبدف حممد. ت. مسلم صحيح. النيسابوري القشريي احلجاج بن مسلم أبواحلسن. مسلم

.العريب الرتاث دارإحياء. بريوت. الباقي

اإلسالمية والشؤون األوقاف وزارة طبعةالكويت: . ٢ط. م١٩٨٣. الكويتية الفقهية املوسوعة

.الكويتية

: املواقع اإللكرتونية

www.lahaonline.comراسة توصي مبواجهة العنف ضد املسنني، لسعودية: دا



147

www.moh.gov.bhسوء معاملة كبار السن،

www.alarabiya.netسوزان مشهدي، أسباب عنف املرأة،

م. ٢٠٠٧سبتمرب ٢١قناة ال يب سي العربية ، http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news

www.amanjordan.orgنشأت أمني، العنف ضد اخلادمات يثري التساؤالت،

issn 1823-7126 / e-issn 0127-8002 bil 9, isu ii: 2016...

Documents