:شرائط صحتها فإذا توفرت هذه الشروط السبعة، وجبت صالة

الجمعة، إال أنها ال تصح إال بشروط أربعة

:الشرط األول أن تقام في خطة أبنية، سواء كانت هذه الخطة

ضمن أبنية بلدة، أو قرية يستوطنها ما ال يقل عن.أربعين رجالA ممن نجب عليهم صالة الجمعة

والمقصود بالبلدة: ما اجتمع فيه قاٍضC وحاكم، .وكان فيه أسواق للبيع والشراء

.والمقصود بالقرية: ما لم يوجد فيه ذلك

فال تصح صالة الجمعة في الصحراء وبين الخيام، وال في قرية ال يوجد فيها أربعون رجالA تجب في

حقهم صالة الجمعة. فإن سمعوا األذان من البلدة المجاورة لهم، وجب عليهم الخروج إليها لصالة الجمعة، وإال سقطت عنهم، كما ذكرنا ذلك عند

.الحدوث في شروط وجوب صالة الجمعة

:ودليل هذا الشرط أنها لم تقم في عصر النبي - صلى الله عليه

وسلم

:الشرط الثاني أن ال يقل العدد الذي تقام به صالة الجمعة عن

أربعين رجالA من أهل الجمعة، أي ممن تنعقد بهم،.وهم الذكور البالغون المستوطنون

(، عن جابر عم عبدالله177/ 1لما رواه البيهقي ) - رضي الله عنه - قال: مضت السنة أن في كل

أربعين فما فوق ذلك جمعة. وجاء في حديث كعب.بن مالك - رضي الله عنه -، وكانوا يومئذ أربعين

:الشرط الثالث

أن تقام في وقت الظهر، فلو ضاق وقت الظهر عنها، بأن لم يبق الجمعة، فخرج وقت الظهر وهم

.فيها، قلوبها ظهراA وأتموها أربع ركعات دل على هذا فعله - صلى الله عليه وسلم - لها

.في هذا الوقت

(، عن أنس - رضي الله عنه -:862روى البخاري ) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي

الجمعة حين تميل الشمس. أي إلى الغرب وهو.الزوال

(، علن860(؛ ومسلم )3935وروى البخاري ) سلمة بن األكوع - رضي الله عنه - قال: كنا نصلي

مع النبي - صلى الله عليه وسلم - الجمعة، ثم.ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل فيه

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: ما كنا نقبل وال نتغذى إال بعد الجمعة. )رواه البخاري:

(859؛ ومسلم: 897 . نقبل: من القيلولة وهي النوم عند الظهيرة]

فاألحاديث[لالستراحة. نتغدى: نتناول طعام الغداء تدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - ما كان

.يصليها إال في وقت الظهر، بل وفي أول الوقت

الشرط الرابع

أن ال تعدد الجمعة في بلد واحد طالما كان ذلك ممكناA، بل يجب أن يجتمع أهل البلدة الواحدة في مكان واحد، فإن كثر الناس، وضاق المكان الواحد

عن استيعابهم جاز التعدد بقدر الحاجة فقط فلو تعددت الجمعات في البلدة الواحدة بدون

حاجة، لم يصح منها إال أسبقها، والعبرة بالسبق البداءة ال االنتهاء، فالجمعة التي بدأ إمامها بالصالة

قبالA، هي الجمعة الصحيحة، ويعتبر أصحاب الجمعات األخرى مقصرين إذا انفردوا بجمعات

متعددة، ولم يلتقوا جميعاA في أول جمعة بدأت في البلدة، فتكون جمعاتهم لذلك باطلة ويصلون في

Aمكانها ظهرا. فإن لم تعلم الجمعة السابقة فالكل باطل،

ويستأنفون جمعة جديدة في مكان واحد إن أمكنAجبرا ،Aذلك واتسع الوقت، وإال صلى الجميع ظهرا

للخلل، بل تداركاA للبطالن

ودليل هذا الشرط

إن الجمعة لم تقم في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين وعصر التابعين،

إال في موضع واحد من البلدة، فقد كان في البلدة مسجد كبير يسمى المسجد الجامع، أي الذي تصلى

فيه الجمعة، أما المساجد األخرى فقد كانتمصليات لألوقات الخمسة األخرى

(، عن عائشة847(؛ ومسلم )860روى البخاري )

رضي الله عنها قالت: كان الناس ينتابون يوم... الجمعة من منازلهم والعوالي

ينتابون: يأتون مرة بعد مرة. العوالي: مواضع]شرق المدينة

[أقربها على بعد أربعة أميال أو ثالثة من المدينة(، عن ابن عباس رضي الله852وروى البخاري )

عنهما أنه قال: إن أول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في

مسجد عبدالقيس، بجواثي من البحرين والحكمة من هذا الشرط: أن االنتصار على مكان

واحد أفضى إلى المقصود، وهو إظهار شعار االجتماع وتوحيد الكلمة، بل التناثر في أماكن

متفرقة بدون حاجة ربما هيأ أسباب الفرقةوالشقاق

مرجع

"ت ُه الكتاب : الِف+ْق(ُه اإلسالمي$ وأدل(ِل+ي0 ي َح2 2ة الُّز$ المؤلف : أ.د. و2ه(َب

الِفْقُه المنهجي عِلى مذهب اإلمام الشافعيمصطِفىانحن الدكتور  

الَبغا الدكتور مصطِفى